وقد كان - صلى الله عليه وسلم - أشجع الناس، فعن أنس - رضي الله عنه - قال:((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قِبَلَ الصوت، فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((لم تراعوا، لم تراعوا))، وهو على فرس لأبي طلحة عُرِيٍّ، ما عليه سرج ... )) (١).
[٧ - الدعاء وكثرة الذكر:]
من أعظم وأقوى عوامل النصر: الاستغاثة بالله، وكثرة ذكره؛ لأنه القوي القادر على هزيمة أعدائه، ونصر أوليائه، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}(٢)، وقال الله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(٣)، وقال - عز وجل -: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ}(٤)، وقد أمر الله بالذكر والدعاء عند لقاء العدو، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ}(٥)؛ لأنه سبحانه النصير، فنعم المولى، ونعم
(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، برقم ٦٠٣٣، ومسلم، كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه للحرب، برقم ٢٣٠٧. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٦. (٣) سورة غافر، الآية: ٦٠. (٤) سورة الأنفال، الآية: ٩. (٥) سورة الأنفال، الآية: ٤٥.