{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ}: أي صفتها.
{فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ}[أي غير متغير ولا مُنتن].
{وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ}: لذيذة للشاربين لم تدنسها الأرجل ولم تدنسها الأيدي.
{وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ}: أي مَن كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار؟؟ (٢)(٣).
(١) سورة محمد، الآية: ١٥. (٢) تفسير البغوي، ٤/ ١٨١، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٤/ ١٧٧. (٣) ومن أنهار الجنة: نهر الكوثر الذي أُعطيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: حافتاه قباب اللؤلؤ، [وفي رواية: حافتاه قباب الدُّر المجوّف] [البخاري، برقم ٤٩٦٤، و٦٥٨١]. أما حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو في عرصات القيامة: عرضه مسيرة شهر، وطوله مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وطعمه أحلى من العسل، عدد آنيته كنجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً [البخاري، برقم ٦٥٧٩، ومسلم، برقم ٢٢٩٢]. وسوف يأتي اليوم الذي يُذاد عن هذا الحوض من يُذاد، نسأل الله العافية، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ليردنَّ عليّ أناس من أصحابي))، وفي رواية: ((أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقاً سُحقاً لمن غيَّر بعدي))، وقال ابن عباس: سُحقاً: بُعداً [البخاري، برقم ٦٥٨٣، ومسلم، برقم ٢٢٩٢].