والصبرُ خصلةٌ من خصالِ الخيرِ عظيمةٌ، صَرَّحَ اللَّهُ في سورةِ فُصِّلَتْ أنه لَا يُعْطِيهَا لكلِّ الناسِ، وإنما يُعْطِيهَا لصاحبِ الحظِّ الأكبرِ، والنصيبِ الأَوْفَرِ، وذلك في قوله:{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصلت: آية ٣٥].
وهذه الخصلةُ التي هي الصبرُ لا يعلمُ جزاءَها إلا اللَّهُ، كما قال جل وعلا:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: آية ١٠]، والصائمون مِنْ خِيَارِ الصابرين؛ وَلِذَا قال صلى الله عليه وسلم فيما يَرْوِيهِ عن رَبِّهِ:«إِلَاّ الصَّوْمَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»(٢).
(١) شرح ديوان عنترة ص ٨٥ وفي القرطبي (١/ ٣٧١) ونسبه لعنترة جازما بذلك. (٢) قطعة من حديث أخرجه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، كتاب الصيام، باب: فضل الصوم، حديث رقم (١٨٩٤) (٤/ ١٠٣)، وقد أخرجه في مواضع أخرى، انظر: الأحاديث رقم (١٩٠٤، ٥٩٢٧، ٧٤٩٢، ٧٥٣٨)، ومسلم في صحيحه - واللفظ له - كتاب الصيام، باب: فضل الصيام، حديث رقم (١١٥١) (٢/ ٨٠٦).