فأجابه عثمان (رضي الله عنه) بما معناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه القرآن، تنزل عليه السور والآيات ذوات العدد فيأمر بعض من يكتب له ويقول: ضعوا هذا في السورة التي يُذكر فيها كذا، وضعوا كذا في محل كذا، وكانت [«الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة» وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقُبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبيّن لنا أنها منها، وظنت أنها منها ... ] (١) كأنهما سورة واحدة، فمن ثم واليت بينهما وجعلت بينهما فصلاً، ولم أكتب بينهما {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}(٢). وهذه السورة الكريمة نزلت عام تسع [وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث أبا بكر (رضي الله عنه) ليقيم للناس الحج] (٣) وأرسل في أثره علي بن
(١) في هذا الموضع انقطع التسجيل، وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام نقلتها من بعض روايات الحديث. (٢) أخرجه أحمد (١/ ٥٧،٦٩)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (٢/ ١٠٠)، وفي غريب الحديث (٣/ ١٤٧ - ١٤٨)، (٤/ ١٠٤) وأبو داود في الصلاة، باب من جهر بها، رقم: (٧٧١) (٢/ ٤٩٥)، والترمذي في التفسير، باب ومن سورة براءة، رقم: (٣٠٨٦) (٥/ ٢٧٢)، وابن حبان (الإحسان ١/ ١٢٦)، والحاكم (٢/ ٢٢١، ٣٣٠)، والبيهقي في البكرى (٢/ ٤٢)، والدلائل (٧/ ١٥٣)، وابن أبي داود في المصاحف ص٣٩، وابن جرير (١/ ١٠٢)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢٠١ - ٢٠٢)، وفي مشكل الآثار (١/ ٣٨)، (٢/ ١٥١ - ١٥٦)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ٣٩٦)، وأورده السيوطي في الدر (٣/ ٢٠٧) وعزاه لابن أبي شيبة والنسائي وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. وضعفه أحمد شاكر في تعليقه على: المسند (١/ ٣٢٩)، ابن جرير (١/ ١٠٢). (٣) في هذا الموضع انقطع التسجيل، وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.