وكذبه شعبة بن الحجاج (١) ، وقال ابن معين (ت - ٢٣٣هـ) رحمه الله: ليس بثقة. وقال البخاري (ت - ٢٥٦هـ) رحمه الله: تركوه، وقال ابن عدي (ت - ٣٦٥هـ) رحمه الله: الضعف على حديثه بيّن، وذكر الذهبي (ت - ٧٤٨هـ) رحمه الله هذا الحديث، وقال: إسناده مظلم (٢) .
وأما عبد الله بن مسعر فهو متروك - أيضاً - وذكر الذهبي (ت - ٧٤٨هـ) رحمه الله حديثه هذا وقال: هذا باطل (٣) .
ثانياً: الأثر المروي عن عمر بن الخطاب (ت - ٢٣هـ) رضي الله عنه: (لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه) ، وهذا الأثر ضعيف بسبب الانقطاع بين عمر (ت - ٢٣هـ) والحسن البصري (ت - ١١٠هـ) رحمه الله فلم يسمع الحسن (ت - ١١٠هـ) من عمر (ت - ٢٣هـ) رضي الله عنه، ومراسيل الحسن عند الأئمة واهية؛ لأنه كان يأخذ عن كل أحد، كما قال ذلك ابن سيرين (ت - ١١٠هـ) رحمه الله (٤) ، وإذا سقط سند هذا الحديث، ولم نحتجّ به لضعفه، لم يكن بنا حاجة إلى أن نوجه دلالته على أن المقصود به نار الموحدين (٥) .
ثالثاً: الأثر المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص (ت - ٦٥هـ) رضي الله عنهما قال: (ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً) ، وهذا الأثر ضعيف لا يصح لا مرفوعاً ولا موقوفاً، وآفته: أبو
(١) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، أبو بسطام الواسطي، ثقة حافظ متقن، أمير المؤمنين في الحديث، ت سنة ١٦٠هـ. انظر في ترجمته: تاريخ بغداد للخطيب ٩/٢٥٥، تهذيب التهذيب لابن حجر ٤/٣٣٨. (٢) انظر: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٢/٥٥٨ - ٥٦٠، ميزان الاعتدال للذهبي ١/٤٠٦ - ٤٠٧. (٣) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٢/٥٠٢. (٤) انظر: سنن الدارقطني ١/١٧١. (٥) انظر: رفع الأستار للصنعاني ص٦٧ - ٧٠، وانظر: تضعيف الأثر في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ٢/٧٣ - ٧٤، تحقيق شرح العقيدة الطحاوية للأرناؤوط ٢/٦٢٦ - ٦٢٧.