قوله تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ (١) في الزّبور: أي في الكتاب، من بعد ذكرنا في السماء. وقيل: من بعد كتبه في أمّ الكتاب. وقيل: في الزبور: يعني زبور داود.
وقع في ظاهر الكلام على الموت، وإنّما هو في الحقيقة على ترك الإسلام لئلا يصادفهم الموت عليه. والمعنى: الزموا الإسلام فإذا أدرككم الموت صادفكم عليه، كما تقول: لا أراك هاهنا (٤)، موقع حرف النهي عن الرؤية، وأنت لم تنه نفسك على الحقيقة بل نهيت المخاطب كأنّك قلت: لا تقربنّ هذا الموضع فمتى جئته لم أرك فيه. وهذا من سعة الكلام.
(١) الأنبياء ١٠٥، وينظر: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم ٧٠. (٢) الطور ٤٧. وينظر: تفسير القرطبي ١٧/ ٧٨. (٣) آل عمران ١٠٢. وينظر: معاني القرآن الكريم للنحاس ١/ ٤٥٢. (٤) في كتاب سيبويه ١/ ٤٥٣: لا أرينك هاهنا.