الزِّيادة من متقن، ويحكم لأكثرهم حفظاً وثبتاً على من دونه» (١) .
وقال الذهبي:«وإن كان الحديث قد رواه الثَّبت بإسناد، أو وقفه أو أرسله، ورفقاؤه الأثبات يخالفونه، فالعبرة بما اجتمع عليه الثِّقات، فالواحد قد يغلط ... »(٢) .
وقال الصَّنعاني:«الملاحظ القرائن. والكثرة أحد القرائن»(٣) .
وهذه القرينة إنما تفيد إذا كانت الرواة محتجاً بهم من الطرفين (٤) المختلفين، أما مع الضعف فالأمر يحتاج إلى قرائن أخرى.
[٢. الحفظ:]
وهذه القرينة - أيضاً - تعدُّ من أهم القرائن في التَّرجيح بين الرِّوايات المختلفة، ويشمل الحفظ هنا حفظ الصدر، وحفظ الكتاب.
أما حفظ الصدر (٥) ، فقال ابن رجب:«قاعدة: إذا روى الحفَّاظ الأثبات حديثاً بإسناد واحد، وانفرد واحد منهم بإسناد آخر، فإن كان المنفرد ثقة حافظاً فحكمه قريب من حكم زيادة الثِّقات في الأسانيد والمتون ... » ، قال:«ويقوى قبول قوله إن كان المرويُّ عنه واسع الحديث يمكن أن يحمل الحديث من طرق عديدة كالزُّهري والثَّوري وشعبة والأعمش»(٦) .
(١) النكت لابن حجر (٢/٦٨٩) ، والنص ورد في سؤالات السلمي (٤٣٥) بنحوه. (٢) الموقظة (ص٥٢) . (٣) توضيح الأفكار (١/٣٤٤) . (٤) قاله الزيلعي في نصب الراية (١/٣٦٠) . (٥) يأتي ذكر حفظ الكتاب (ص٤٥) . (٦) شرح العلل (٢/٧١٩) .