قعد للناس على الأرض. فقيل له: لو أمرت ببساط يبسط لك، فتجلس، ويجلس الناس عليه كان ذلك أهيب لك في قلوب الناس، فتمثل:
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى … له صبوة إحدى الليالي الغوابر (١)
ولولا التقى من خشيه الموت والردى … لعاصيت في حب الصبا كل زاجر (٢)(٣)
ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٤).
[٢٠٨]- (وكان إذا جلس للناس قال بسم الله، وبالله، وصلى الله على رسول الله، {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (٢٠٧)} (٥)، ثم تمثل بهذه الأبيات:
نسر بما يبلى، ونشغل بالمنى … كما سر بالأحلام في النوم حالم
نهارك يا مغرور سهو وغفله … وليلك نوم، والردى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبه … كذلك في الدنيا تعيش البهائم) (٦)
ذكر نحوًا منها: البلاذري (٧)، وابن أبي الدنيا (٨)، والبيهقي (٩) وأبو نعيم الأصفهاني (١٠).
(١) الغوابر: أي البواقي. الزبيدي: تاج العروس ١٣/ ١٨٧. وهذا البيت جاء في البلاذري: الأنساب ١٠/ ٤٩٥ أنه لعاصم بن عمر بن الخطاب. (٢) لم أقف على من قال هذا البيت. (٣) الأخبار الطوال ٣٣١. (٤) الطبقات ٥/ ٣٤٠. (٥) سورة الشعراء، الآيات: ٢٠٥ - ٢٠٧. (٦) الأخبار الطوال ٣٣١. (٧) الأنساب ٨/ ١٨٢. (٨) الزهد ١٩٦. (٩) شعب الإيمان ١٣/ ٢٥٧. (١٠) حلية الأولياء ٥/ ٣١٩.