لم أر جيشًا غر (١) بالحج مثلنا … ولم أر جيشًا مثلنا غير ما خرس
دلفنا (٢) لبيت الله نرمي ستوره … بأحجارنا زفن (٣) الولائد (٤) في العرس
دلفنا له يوم الثلاثاء من منى … بجيش كصدر الفيل ليس بذي رأس
فإلا ترحنا من ثقيف وملكها … نصل لأيام السباسب والنحس
فطلبه الحجاج، فهرب، وأناخ الحجاج بابن الزبير، وتحصن منه ابن الزبير في المسجد، واستعمل الحجاج على المنجنيق ابن خزيمة، فجعل يرمي أهل المسجد ويقول:
خطاره مثل الفنيق الملبد … نرمي بها عواذ أهل المسجد (٥)
فلما اشتد على ابن الزبير وأصحابه الحصار، خرجت بنو سهم من بابهم، فقال ابن الزبير:
فرت سلامان، وفرت النمر … وقد تكون معهم فلا تفر (٦)
(١) الغر: معناه في قولهم غر: فلان فلانًا: عرضه للهلكة والبوار. الزبيدي: تاج العروس ١٣/ ٢٢٤. (٢) دلفنا: تقدمنا. ابن منظور: لسان العرب ٩/ ١٠٦. (٣) زفن: الزفن هو الرقص. الفراهيدي: العين ٧/ ٣٧٢. (٤) الولائد: الشواب من الجواري. ابن منظور: لسان العرب ٣/ ٤٧٠. (٥) ذكر الطبري: التاريخ ٥/ ٤٩٨ أن هذا البيت ارتجز به أهل الشام في حصارهم الأول لمكة. (٦) ذكر البلاذري: الأنساب ٧/ ١٢٦ من طريق أبي مخنف مثل ذلك، وذكر الخبر عند ابن الجوزي في صفوة الصفوة ١/ ٣٠٤، من طريق عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- قال ذلك حين قيل له: