لكن صح أن عمر بن الخطاب كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: لا تشبهوه برمضان.
ودخل أبو بكر فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء واستعدوا للصوم فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجب. فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان؟ وكسر تلك الكيزان (٢) .
فمتى أفطر بعضاً لم يكره صوم البعض.
وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أنه أمر بصوم الأشهر الحرم)) . وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، فهذا في صوم الأربعة جميعاً، لا من تخصص رجب (٣) . ا. هـ.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- (أن تعظيم شهر رجب من الأمور المحدثة التي ينبغي اجتنابها، وأن اتخاذ شهر رجب موسماً بحيث يفرد بالصوم مكروه عن الأمام أحمد - رحمه الله - وغيره)(٤) .
(١) - رواه ابن ماجه في سننه (١/٥٥٤) ، كتاب الصيام. حديث رقم (١٧٤٣) ، وفيه داود بن عطاء المدني وهو متفق على تضعيفه. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن حنبل: لا يحدث عن داود بن عطاء. وقال البخاري: منكر الحديث. يراجع: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (٢/٧٧، ٧٨) ، والعلل المتناهية (٢/ ٦٥) ، حديث رقم (٩١٣) ، والضعفاء الكبير (٢/٣٤، ٣٥) ترجمة رقم (٤٥٧) ، وتهذيب التهذيب (٣/١٩٣-١٩٤) ترجمة رقم (٣٧٠) . (٢) - قال ابن قدامة: وروى الإمام أحمد بإسناده عن أبي بكرة - ثم ذكر هذا الآثر -. يراجع:: المغني (٣/١٦٧) . والشرح الكبير (٢/٥٢) . قلت: ولكني لم أجده في مسند الإمام أحمد. وقد ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٢٥/٢٩١) . عن أبي بكرة. وذكره أيضاً في اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٢٦٥) . عن أبي بكرة. وذكر ابن حجر في تبيين العجب أن سعيد بن منصور رواه في سننه عن أبي بكرة. يراجع: تبيين العجب ص (٣٥) . (٣) - يراجع: مجموع فتاوى الشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (٢٥/٢٩٠و٢٩١) . (٤) - يراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (٢/٦٢٤، ٦٢٥) .