وقال الشاطبي في تعريف البدعة:(البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه) .
وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنَّما يخصّها بالعبادات.
وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول:(البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية)(٢) .
أدلة أصحاب القول الثاني:
أ- من السنة:
ما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا وصوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول ((صبحكم ومساكم)) ، ويقول:((بعثت أنا والساعة كهاتين)) ، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول:((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) ، ثم يقول:((أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي)) (٣) .
ما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً وموقوفاً أنه كان يقول: ((إنما هما اثنتان الكلام
(١) - يُراجع: مجموعة الفتاوى (٤/١٠٧، ١٠٨) . (٢) - يُراجع: الاعتصام للشاطبي (١/٣٧) . (٣) - رواه مسلم في صحيحه المطبوع مع شرح النووي (٦/١٥٣-١٥٤) ، كتاب الجمعة. ورواه النسائي في سننه (٣/١٨٩) ، كتاب صلاة العيدين. ورواه ابن ماجه في سننه (١/١٧) ، المقدمة.