أتألفهم)) ، فأقبل رجل غائر العينين (١) ، مشرف الوجنتين (٢) ، ناتئ (٣) الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد! ، فقال:((من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني؟)) . فسأله رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - رضي الله عنه- فمنعه، فلما ولَّى قال:((إن من ضئضئ هذا - أو في عقب هذا - قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون (٤) من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) (٥) .
وفي رواية لمسلم: بينما نحن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً، أتاه ذو
(١) - أي أن: عينيه داخلتان في محاجرهما. وهو ضد المجحوظ. يراجع: فتح الباري (٨/٦٨) . (٢) - أي: بارز الوجنتين وهما العظمتان المشرفان على الخدين. المرجع السابق (٨/٦٨) . (٣) - أي: مرتفع الجبين. والنتوء: أي أنه يرتفع على ما حوله. المرجع السابق (٨/٦٨) . (٤) - يمرقون من الدين: أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه، كما يخرق السهم المرمي به ويخرج منه، والمروق: الخروج من شيء من غير مدخله، وكذلك سرعة الخروج من الشيء. يُراجع: لسان العرب (١٠/ ٣٤٠، ٣٤١) مادة (مرق) . (٥) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (٦/٣٧٦) كتاب الأنبياء، حديث رقم (٣٣٤٤) . ورواه مسلم في صحيحه المطبوع مع شرح النووي (٧/١٦١، ١٦٢) كتاب الزكاة.