[المبحث السابع: حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته رضوان الله عليهم]
عامل الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه معاملة كريمة، قائمة على حسن العشرة، ومكارم الأخلاق، ورفعة السلوك، وفي هذا المبحث أورد أهم جوانب هذه المعاملة.
أولا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عن زوجاته، ويعلي شأنهن، ويقدر لهن منزلتهن.
يقول صلى الله عليه وسلم عن خديجة بنت خويلد:"خير نسائها مريم بنت عمران, خير نسائها خديجة " ١.
ويقول لعائشة رضي الله عنها:"أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه"٢.
ويقول صلى الله عليه وسلم:"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" ٣.
ويقول صلى الله عليه وسلم عن زينب:"إنها أطولكن يدًا". لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق٤.
ويقول لزينب:"المزوج الله والشاهد جبريل" ٥.
وليس ذلك بغريب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد أعلى الله شأنهن جميعًا، وجعلهن أمهات للمؤمنين بقوله تعالى:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} ٦.
١ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل خديجة ج١٥ ص١٩٨. ٢ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢٠٢. ٣ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢١١. ٤ الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٢ ص١٣٤. ٥ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٩ ص٣٩٦. ٦ سورة الأحزاب: ٦.