﴿كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ﴾: كذلكم ولم يقل كذلك بلفظ الجمع خطاب لهؤلاء الذين قل لهم لن تتبعونا، ويفيد التوكيد.
قال الله من قبل: أي أخبرنا بالوحي قبل عودتنا إلى المدينة بعد الحديبية لن تخرجوا معنا ولن تتبعونا.
﴿فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾: أي الذين تخلّفوا عن الحديبية سيقولون للذين خرجوا لغزوة خيبر بل تحسدوننا، وفعلاً قالوا ذلك (ليس هذا أمراً من الله) إنّما هو ذريعة وحُجّة باطلة، من عند أنفسهم؛ أي: تحسدوننا على نصيبنا من الغنائم ولذلك لا تريدوننا أن نخرج معكم.
﴿بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾: بل للإضراب الانتقالي.
كانوا لا يفقهون: لا يفهمون؛ الفقه لغةً: الفهم، واصطلاحاً: هو معرفة الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية القرآن والسنة والإجماع والقياس وغيرها. إلا أداة حصر، قليلاً: أي قلّة الفقه في الدّين، وصفهم الله بالجهل وعدم الفهم. ارجع إلى سورة النساء آية (٧٨) لمزيد من البيان.
﴿لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾: أي عدد الذين يفقهون قليلٌ والأكثرية جهّالٌ، أو مقدار فقههم قليلٌ.