الأولى، إلا: أداة حصر؛ أي: نهاية الأمر بعد الحياة الدّنيا الموت، وليس هناك بعد الموت حياة أو نشور مرة أخرى. وإذا قارنا هذه الآية بقوله تعالى في الآية (٥٨ - ٥٩) من سورة الصافات: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى﴾ جاءت (موتَتُنا) في آية الدخان مرفوعة، وفي آية الصافات منصوبة؛ لأن (موتَتَنا) في آية الصافات استثناء، و (موتَتُنا) في آية الدخان خبر، وإذا نظرنا إلى السياق نجد (موتتُنا) في آية الدخان جاءت في سياق الدنيا؛ أي: الذين قالوها وهم لا زالوا أحياء، و (موتَتَنا) في آية الصافات كانت في سياق الآخرة من قالها كان من أهل الجنة.
﴿بِمُنْشَرِينَ﴾: بمبعوثين أحياء بعد الموتة الأولى، أنشر الله الميت؛ أي: أحياهُ أو بعثه حياً، وما نحن بمنشَرين: بمبعوثين أحياء، كقوله: ﴿ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ﴾ [عبس: ٢٢]، أنشره: أي أحياه.
سورة الدخان [٤٤: ٣٦]
﴿فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾:
سؤال من المكذّبين بالبعث والحساب إلى رسلهم وأنبيائهم.
﴿إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: أحيوا لنا من مات من آبائنا وأجدادنا.
إن: شرطية تفيد الاحتمال والافتراض، إن كنتم صادقين في وعدكم بالبعث والحساب، وحذف جواب الشّرط؛ أي: نشكّ أنّكم صادقون، أو أنتم لستم صادقين.