﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾: أدّوها على أوقاتها وخشوعها وأركانها وشروطها وسننها وطهارتها.
﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾: من التّشاور وهو تبادل الآراء لمعرفة الصّواب والأفضل، وكلمة الشّورى مشتقة من فعل: شار، وشار العسل؛ أي: استخرجه من الخلية فكأن عملية الشّورى عملية لاستخراج أطيب وأفضل النتائج. والشورى عبادة ومنهج تسد باب الخلاف للحفاظ على وحدة الأمة أو المجتمع. ووردت كلمة الشّورى في آيتين هذه الآية والآية (١٥٩) من سورة آل عمران.
﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾: مما (من + ما) من بعضية، ما بمعنى اسم موصول، ينفقون: أي الإخراج من مال الملك ومن الطّيب ينفقون في سبيل الله، ونرى قوله تعالى:(استجابوا لربهم وأقاموا الصّلاة وأمرهم شورى بينهم) جاء بصيغة الماضي؛ لأنّ الاستجابة وإقامة الصّلاة وأمرهم شورى تحدث في أوقات معينة ومحددة، بينما التّوكل واجتناب الإثم والفواحش والغفران والإنفاق أمور تتجدد وتتكرر فجاءت بصيغة المضارع.
﴿أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ﴾: الظّلم والجور؛ أي: إذا تعرضوا للظلم والاعتداء كانوا قادرين على استرداد حقوقهم بدون اعتداء على حقوق غيرهم ولا يقبلون الذّل والإهانة.