﴿ثُمَّ﴾: لا تدل على التراخي في الزمان، وإنما الترتيب الذكري العددي.
﴿اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾: استوى: قصد أو توجَّه إلى السماء.
﴿وَهِىَ دُخَانٌ﴾: وهي في حال دخان. كتلة غازية، فخلق منها السموات السبع والكواكب والنجوم والأقمار والمجرات وكل الأجرام.
﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾: أيْ: أراد تكوين وخلق السماء والأرض حسب ما يشاء.
﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾: كيف خوطبتا واستجابتا يدخل في علم الغيب، ومسألة التأويل، فيجب الوقوف عنده ولا نخوض فيما لا علم لنا به. ويمكن القول: أن الله سبحانه خاطب السموات والأرض كأن لهما عقلاً وأجابتا على سؤاله سبحانه، قالتا: أتينا طائعين.
وقد يشير هذا أو يعني أنه عرض الأمانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها فسخرها، كما قال تعالى في سورة الأعراف الآية (٥٤): ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾.
ورغم أن السموات سبع لم يقلن: أتينا طائعات؛ مما يدل على أنه جعلها كياناً واحداً والأرض كياناً واحداً وأراد لكل منهما كيانه الخاص به.