للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنزيهاً مطلقاً. ارجع إلى سورة الإسراء آية (١)، وسورة الحديد آية (١) لبيان معنى سبحان الله.

﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾: عن تفيد المجاوزة والمباعدة، ما: اسم موصول بمعنى الّذي يصفون أو مصدرية، أيْ: سبحانه عن وصفهم.

وعما يصفون أنّ بينه وبين الجِنة نسباً، أو أنّ له ولداً أو شريكاً أو ندّاً أو صاحبةً، يصفون بصيغة المضارع الدّالة على تجدُّد وتكرار وصفهم أو لحكاية الحال للدلالة على بشاعة وصفهم كأنهم يقولونه الآن؛ فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي قال: «قال الله تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي؛ فقوله: لن يُعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي؛ فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد.

سورة الصافات [٣٧: ١٦٠]

﴿إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾:

قيل: جاءت: سبحان الله عما يصفون اعتراضية، ويكون السّياق: ولقد علمت الجِنة إنّهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين.

﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء منقطع.

﴿عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾: أيْ: عباد الله المخلصين لا يصفون الله بالنّقائص كما يصف مشركو مكة وكفارها، أو غيرهم أو عباد الله المخلصين لا يكونون

<<  <  ج: ص:  >  >>