للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن هذه الآية وغيرها يتبين أنّ قول إبراهيم حين ابتلاه ربُّه بكلمات فأتمهن قال: إنّي جاعلك للناس إماماً، قال: ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ١٢٤].

سورة الصافات [٣٧: ١١٤]

﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾:

﴿وَلَقَدْ﴾: اللام للتوكيد، قد للتحقيق، أي: قد تحقق وتم ذلك.

﴿مَنَنَّا﴾: بصيغة الجمع للتعظيم، والمن: الإنعام والعطاء.

﴿عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾: على موسى وأخيه هارون بالنّبوة والرّسالة.

سورة الصافات [٣٧: ١١٥]

﴿وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾:

﴿وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا﴾: أي: نجينا موسى وهارون وقومهما، أي: بني إسرائيل، والنّجاة تعريفها: النّجاة من الأمر المكروه فقط، وأمّا الفوز فهو النّجاة من الأمر المكروه، والنيل أو الوصول إلى الأمر المرغوب فيه أو الغاية.

﴿مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾: من ابتدائية، الكرب تعريفه، ارجع إلى الآية (٧٦) من نفس السّورة والكرب العظيم: هو من الغرق والهلاك في البحر، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: ٥٠]، ولا يجوز خلطه بالنّجاة من البلاء العظيم: وهو النّجاة من آل فرعون ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِى ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: ٤٩]، إذن هناك نجاة من البلاء العظيم ببطء (وإذ نجيناكم) ونجاة من الكرب العظيم بسرعة (فأنجيناكم).

سورة الصافات [٣٧: ١١٦]

﴿وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾:

﴿وَنَصَرْنَاهُمْ﴾: الضّمير يعود على موسى وهارون وقومهما، نصرناهم: على فرعون وجنوده، نصرناهم: من النّصر: هو الغلبة العسكرية المادية بالقوة

<<  <  ج: ص:  >  >>