لم يذكر (إنا) في هذه الآية؛ لأنّه ذكرها في الآية (١٠٥) فاكتفى بذكرها هناك.
أيْ: كما جزينا إبراهيم ﵇ نجزي غيره من المحسنين بالذّكر والثّناء الحسن سواء في الملأ الأعلى، أو في الأرض، وكما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: ١٥٢] نجزي المحسنين الدّرجات العُلى.
سورة الصافات [٣٧: ١١١]
﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾:
ثناء وشهادة أخرى لإبراهيم.
ودعوة وحثٌّ إلى الإيمان والترغيب فيه.
وكل محسن مؤمن وليس كلّ مؤمن محسناً.
فالإيمان يسبق الإحسان، وقد تعني: أنه كان من عبادنا المؤمنين قبل أن يكون من المحسنين.
﴿وَبَشَّرْنَاهُ﴾: الواو عاطفة، بشرناه: أيْ: بشرته ملائكتنا حين دخلوا على إبراهيم، وهم في طريقهم إلى قوم لوط بشروا إبراهيم بغلام عليم، كما ورد في سورة الذّاريات الآية (٢٨)، وإضافة الله سبحانه للملائكة؛ لأنّ البشرى هي أصلها من الله تعالى وتشريفاً لإبراهيم وتكريماً له والبشرى هي الخبر السّار لأوّل مرة.
﴿بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا﴾: الباء للإلصاق واللزوم، بإسحاق (من امرأته سارة) وبأنّ