للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دون الله إفكاً؛ أي: إنكم على إفك (باطل) في شرككم والآلهة التي تعبدونها هي أيضاً إفك وباطل.

سورة الصافات [٣٧: ٨٧]

﴿فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:

﴿فَمَا﴾: الفاء عاطفة، ما استفهام إنكاري وتوبيخ وتحذير.

﴿ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾: أيْ: ما ظنكم برب العالمين حتّى عبدتم آلهة غيره، ولم يُبيِّن ما نوع هذا الظّن، فقد يعني: ما سوء ظنكم برب العالمين حتّى تعبدوا غيره، أو فما ظنكم أن يصنع بكم إذا أشركتم به ألا يعاقبكم ويسخط عليكم، أو ما ظنكم: أليس هو ربكم ويستحق العبادة وحده، والظّن: هو الاحتمال الراجح حين ترجح كفة الإثبات على كفة النّفي.

سورة الصافات [٣٧: ٨٨]

﴿فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى النُّجُومِ﴾:

أراد إبراهيم أن يحطِّم الأصنام الّتي يعبدها قومه فانتظر قدوم عيد لهم، فلما عزموا إلى الخروج إلى العيد راح ينظر إلى السّماء والنّجوم، كما يفعل القوم حين يشعرون بقدوم المرض والسّقم ينظرون إلى السّماء يطلبون العون لكي لا ينكروا عليه عدم خروجه معهم، فلما سألوه أن يخرج معهم أخبرهم أنّه سقيم لا يستطيع الخروج؛ لأنّه يشعر أنّه مريض في بدنه.

سورة الصافات [٣٧: ٨٩]

﴿فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ﴾:

﴿فَقَالَ﴾: الفاء للترتيب والتّعقيب، أيْ: قال لهم مباشرة: إنّه سقيم بعد أن نظر في النّجوم.

﴿إِنِّى سَقِيمٌ﴾: مريض، والسقيم: حالة خاصة من المرض، والمرض يشمل السقم، والمرض قد يكون مرضاً عضوياً؛ أي: يصيب البدن، أو نفسياً، والسقم مرض عضوي فقط، وحقاً هو مريض من إقبال قومه على عبادة الأصنام والشّرك

<<  <  ج: ص:  >  >>