بحال أخرى؛ أي: ضربنا لهم أمثلة عديدة على التوحيد والبعث وصدق الرّسل والشرك. والمثل يضرب لإزالة أي غموض أو جهل.
﴿وَلَئِنْ جِئْتَهُم بِآيَةٍ﴾: اللام للتوكيد، إن: شرطية. جئتهم بآية: من آيات القرآن، أو تلوت عليهم آية من آيات القرآن، أو الآيات المعجزات، أو الكونية، أو الدلائل، أو البينات.
﴿لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: اللام والنون في (ليقولن) للتوكيد.
﴿إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ﴾: إن نافية، أشد نفياً من ما، أنتم: أيها المؤمنون وتشمل الرسول ﷺ والمؤمنين معاً، أو الرسول وأتباعه؛ أي: أنت مبطل وأتباعك. إلا: تفيد الحصر، مبطلون: أهل باطل فليس هناك دين حق وبعث وحساب. أو كاذبون والباطل: الشيء الّذي لا وجود له. أو الذاهب؛ أي: الزائل كالزَّبد الّذي يحمله السيل فيذهب جفاء، الرعد آية (١٧).
﴿كَذَلِكَ﴾: أي مثل ما يطبع الله على قلوب الّذين كفروا الّذين لا يصدّقون بأيِّ آية تأتيهم أو مثلٍ يُضرب لهم.
﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾: نتيجة جهلهم وتقصيرهم في تعلُّم التوحيد والبعث، وغفلتهم وعدم النظر في آيات الله والأدلة الكونية الدّالة على وجوده وقدرته، والطبع أشد من الختم، والطبع على القلوب؛ يعني: لا يدخلها إيمان ولا يخرج منها كفر. وقوله كذلك يطبع الله على قلوب، ولم يقل كذلك يُطبع على قلوب تدل على شدة التوبيخ والطبع.