أي:(٦٠) دقيقة مقارنة بالآخرة، ورغم كونها ساعة لم يستفيدوا منها وينقذوا أنفسهم من جحيم الآخرة.
﴿كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ﴾: أي: مثل ذلك، أو كذلك؛ أي: كهذا الكذب؛ أي قولهم:(ما لبثوا غير ساعة) كانوا يؤفكون في الدّنيا: يصرفون عن الحق، ويكذبون بالرسل وبآيات ربهم، وبالبعث والحساب والجزاء، والإفك: هو الكذب المتعمد، أو قلب الحقيقة أو الصرف عن حقيقة الشيء.
وقال الّذين أوتوا العلم والإيمان لهؤلاء المجرمين الّذين أقسموا ما لبثوا غير ساعة.
﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ﴾: الّذين أوتوا العلم في جميع القرآن فيها ثناء حسن لهم. قيل: هم الملائكة الّذين شهدوا ما حدث، والأنبياء والرسل والمؤمنون المتقون من الإنس الّذين أوتوا العلم: علوم الدين. وقيل: هم العلماء المتقون حقاً: الذين قرنوا العلم والدين معاً.
هذا هو جواب الّذين أوتوا العلم للمجرمين:
﴿لَقَدْ﴾: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق.
﴿لَبِثْتُمْ﴾: اللبث هو الإقامة المحددة بزمن معيَّن ولو كان طويلاً، الإقامة الطويلة.