للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الروم [٣٠: ٤٧]

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾:

المناسبة: بعد ذكر الآيات الدّالة على عظمته وقدرته ووحدانيته، وعلى قدرته على البعث والإحياء، يذكر أمراً آخر وهو: إرسال الرّسل والأنبياء وما حدث لمن كذبهم.

﴿وَلَقَدْ﴾: الواو: استئنافية، لقد: اللام للتوكيد، وقد: للتحقيق.

﴿أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا﴾: أرسلنا، ولم يقل بعثنا، لمعرفة المعنى والفرق بينهما ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة.

﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾: تعني منذ زمن غير بعيد، والخطاب موجَّهٌ إلى رسول الله .

﴿رُسُلًا﴾: الرّسل هنا تعني: الأنبياء والرّسل فالكل رسل من الله، وإن كان هناك فرق بين الرسول والنبي. ارجع إلى سورة النساء آية (١٦٤) للبيان.

﴿إِلَى قَوْمِهِمْ﴾: كل رسول أرسل إلى قومه؛ لكونه يعرفهم ويعرفونه وليس غريباً عنهم.

﴿فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾: الفاء: تدل على المباشرة، بالبينات؛ أي: الأدلة والبراهين الدّالة على صدق الأنبياء وصدق نبوتهم ودعواهم إلى الإيمان والتوحيد. الباء في (بالبينات) تدل على الإلصاق والاستمرار.

﴿فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا﴾: حذف ما حدث بعد المجيء بالبينات ولم يقل فكذبوهم وأعرضوا، ولم يؤمنوا وتمادوا بعد ذلك بالتحدي والإنكار والضلال، وانتقل إلى: (فانتقمنا منهم) بصيغة الجمع والتعظيم؛ للدلالة على شدة الانتقام؛ أي: أهلكناهم جميعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>