للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾: الفضل: الزيادة عما يستحقه من الأجر، فمن فضله وكرمه يُدخلُ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات الجنة، ولا يدخلونها بعملهم مهما كان.

﴿إِنَّهُ﴾: للتوكيد.

﴿لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾: الكافرين: أي الّذين أصبح الكفر صفةً ثابتةً عندهم، وقوله: (لا يحب الكافرين) فيها تهديد ووعيد لهم.

في هذه الآية نلاحظ أنه قدّم الّذين آمنوا وعملوا الصالحات على الكافرين؛ لأنّه أسند الجزاء إلى نفسه، قدّم المؤمن على الكافر إظهاراً لكرمه ورحمته وحبه للمؤمنين، وفي هذه الآية إيجاز وحذف مع ظهور المعنى بدلالة السياق، فمثلاً:

ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله وليجزي الّذين أساؤوا بما عملوا إنه لا يحب الكافرين.

ولا يظن أحد مهما عمل من عمل صالح وأخلص لوجه الله وسعى أنه يوجب على الله سبحانه أيَّ أجر أو جزاء مهما كان؛ لأنه سبحانه غني عن العالمين وعن إيمانهم، حتى ولو كانوا على أتقى قلب رجل في الدّنيا.

سورة الروم [٣٠: ٤٦]

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾:

المناسبة: (ومن آياته) هذه المرة السابعة التي يعيد ذكر (ومن آياته) (كما رأينا في الآيات: ٢٠ - ٢٥) الدّالة على ربوبيته وألوهيته ووحدانيته، والبعث وقدرته وعظمته. أو هذه الآية متصلة بقوله تعالى: (ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله)، ثم ذكر سبحانه (من فضله علينا أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله).

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾: ارجع إلى الآية (٢٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>