للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبحانه عليم بكل شيء يعلم ما فيه الخير والأفضل لعباده، وما يصلح عباده. ارجع إلى سورة الشّورى آية (٢٧): للبيان.

وارجع إلى سورة الرعد آية (٢٦): لمزيد من البيان والمقارنة، وسورة سبأ آية (٣٩).

﴿إِنَّ اللَّهَ﴾: إن للتوكيد.

﴿بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾: الباء للإلصاق، كلّ شيء عليم: عليم بأحوال عباده من هو غني ومن هو فقير، وعليم بما يصلح كلّ عبد من عباده لا تخفى عليه خافية.

سورة العنكبوت [٢٩: ٦٣]

﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾:

﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَنْ﴾: ارجع إلى الآية (٦١) السّابقة.

﴿نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾: نزّل ولم يقل أنزل، نزّل فيها مبالغة وتوكيد أشد من أنزل، نزّل: تعني نزل مرات كثيرة أو تعني بتكرار، أما أنزل تعني مرة واحدة أو القليل. فإذا ما قارنّا هذه الآية من سورة العنكبوت مع الآية من سورة النّحل وهي قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ نجد أنّ آية العنكبوت جاءت في سياق الشّرك والتّكذيب، وهو مقام أشد من آية النّحل الّتي جاءت في سياق تعداد النّعم، فلذلك لا يحتاج إلى توكيد ومبالغة، ولذلك استعمل نزل في آية العنكبوت، وأنزل في آية النحل.

﴿فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ﴾: الفاء تدل على المباشرة والتّعقيب، أحيا به الأرض: عادت مخضرّة بعد أن كانت مصفرّة يابسة وخامدة.

﴿مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا﴾: من للقرب؛ أي: بدون فاصل زمني مباشرة فكلّ سنة يحييها من جديد، ولو قال بعد موتها بدون (من) لدلَّ ذلك على إحياء الأرض

<<  <  ج: ص:  >  >>