هذه الآية تعريض بأولئك الذين ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: ٦٠] السابقة؛ أي: إذا فريق منهم أعرضوا عن السجود للرحمن فهناك فريق آخر أو عباد يبيتون لربهم سجداً وقياماً.
وقدَّم السجود على القيام: للمبالغة في كثرة السجود، أو لأن العبد يكون أقرب إلى الله سبحانه في حالة السجود.
﴿عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾: كان ملازماً دائماً لا ينفك أو يخفف أو يُوقف مستمراً، وغراماً مشتقة من الغرام والحب والعشق، أيْ: كمن لا يفارق محبوبته أو من الغريم الّذي يلازم المدين ليأخذ منه دَيْنَه، والغرام في اللغة يعني: أشد العذاب، أيْ: أنَّ عذابها أشد العذاب.
سورة الفرقان [٢٥: ٦٦]
﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾:
﴿إِنَّهَا﴾: للتوكيد.
﴿سَاءَتْ﴾: من أفعال الذم؛ أيْ: قبُحت. أو بئس المستقر والمقام، سواء أكان دائماً أم مؤقتاً.