العرش وخلق السّموات والأرض، فالاستواء على العرش أكبر وأعظم من خلق السّموات والأرض.
استوى على العرش ارجع إلى الآية (٣) من سورة يونس، وسورة هود آية (٧) للبيان.
﴿الرَّحْمَنُ﴾: من الرّحمة الّتي هي السمة والصفة العامة الّتي تمثل كثيراً من صفاته أو ينطوي فيها كثير من صفاته؛ لأنّه سبحانه كله رحمة، وشريعته رحمة، ونعمه رحمة، وقرآنه رحمة، وكل ما يفعله سبحانه رحمة، وعمّت رحمته العالمين. فهو الرحمن الرحيم. ارجع إلى سورة الحمد آية (٣) للبيان.
﴿فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾: أيْ: إذا أردت أن تسأل عن خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، والاستواء على العرش، فلا تسأل إلا الله (الرحمن) لأنّه وحده هو يعلم كيف خلق السّموات والأرض، ولم يُطلع على ذلك أحداً سبحانه، كقوله تعالى: ﴿مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الكهف: ٥١].
أو إذا كان يهمك معرفة خلق السّموات والأرض وما بينهما والاستواء على العرش، فاسأل به خبيراً، أيْ: من هو خبير بذاته عالم بقدرته وعظمته، أيْ: لا يعلم الله إلا الله ﷾، وقد تعود على رسول الله ﷺ أو تعود على أولي العلم أو تعود على علماء الكون والفضاء، أو أيِّ خبير، كلٌّ في اختصاصه، سواء كانت علوم الدِّين أو علوم الدّنيا.