المناسبة: بعد ذكر موقف الّذين لا يرجون لقاء الله تعالى والمكذبين بالبعث والحساب والطلب من رسوله الإبلاغ والإنذار من دون أيِّ أجر يأمره بأن يتوكل عليه في الأمور كلها، فيقول تعالى:
﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَىِّ الَّذِى لَا يَمُوتُ﴾: التوكل يعني: تفويض الأمر لله تعالى أيْ: ردُّه إليه راجياً عونه وتيسيره وتوفيقه بعد اتخاذ الأسباب المطلوبة شرعاً وعقلاً، فهو سبحانه الكافي لمن توكل عليه والموكول إليه تدبير كلّ شيء.
على: تفيد العلو.
الحي الّذي لا يموت: الحي واجب الوجود الباقي الدائم من أزل الأزل إلى أبد الأبد.
والأزل هو دوام الوجود في الماضي.
والأبد هو دوام الوجود في المستقبل.
وكما قال تعالى: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٨٨].
﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾: التسبيح هو تنزيه الله سبحانه عما لا يليق بذاته وأفعاله وصفاته وأسمائه. ارجع إلى سورة الحديد آية (١) لمزيد من البيان، وسورة الإسراء آية (١).