للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الحج [٢٢: ٧١]

﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾:

المناسبة: بعد ذكر (لكلّ أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه) أي: منهجاً واضحاً كيف يعبدون الله وحده ويتقرّبون إليه، ألا تعبدوا إلا الله وحده، استمرّ بعضهم يعبدون غير الله، وجاء بصيغة المضارع يعبدون؛ لتجدّد عبادتهم واستمرارهم على الشّرك بدلاً من القول: وعبدوا من دون الله.

﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ﴾: غير الله؛ أي: الأصنام والأوثان وغير ذلك.

﴿مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾: ما: اسم موصول؛ أي: الّذي، و (ما) أوسع شمولاً من (الذي). ويعبدون الّذي لم ينزل به أيُّ دليل أو برهان في الكتاب أو الوحي، أو يجبرهم على ذلك بسلطان القوة والقسر.

﴿وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾: أي: وما ليس لهم به من علم، أو اجتهاد مستنبط من نص قاطع أو ظني أو علم استدلال، وتكرار (ما) لتأكيد النّفي وفصل العلم عن السلطان أو كلاهما.

﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾: ولم يقل: وما للظالمين من أنصار؛ ما للنفي، للظالمين: لام الاختصاص، والاستحقاق، للظالمين: للمشركين، جمع ظالم: والظالم هو كلّ من يخرج عن منهج الله هو ظالم لنفسه. من ابتدائية استغراقية، نصير: أي: ناصر أو معين: من يشفع لهم أو يدفع عنهم العذاب أو يكون عليهم وكيلاً. من نصير: من: استغراقية، نصير: صيغة مبالغة أقوى من ناصر، وتعني: الظالمين بالشرك وأنواعه. وما للظالمين من أنصار: تعني: الظالمين بأمور غير الشرك. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٧٠) للبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>