للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيضاً، خير الرّازقين: جمع رازق كون العبد يوصف بأنّه رزاق هو من فضل الله على عبده ورحمته وكرمه، فهو سبحانه يصفه بما يصف به ذاته، ولكنه سبحانه هو الرزاق الحقيقي والدائم؛ فهو خير من يرزق وهم يرزقون من رزقه فسبحانه ما أكرمه.

سورة الحج [٢٢: ٥٩]

﴿لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾:

﴿لَيُدْخِلَنَّهُم﴾: اللام للتوكيد، والنّون في (يدخلنهم) لزيادة التّوكيد، والضّمير (هم) يعود على الّذين هاجروا في سبيل الله، ثمّ قتلوا أو ماتوا.

﴿مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ﴾: أي: الجنة، وأيُّ مُدخل أفضل من ذاك المُدخل، يرضونه: الرّضا هو القناعة وما تبغي النّفس، والمدخل: يمكن أن يكون؛ أي: المكان، فيدخلون مدخلاً، أو يمكن أن يكون مصدراً؛ أي: ليدخلنهم إدخالاً يرضونه.

﴿وَإِنَّ اللَّهَ﴾: إنّ للتوكيد.

﴿لَعَلِيمٌ﴾: اللام للتوكيد، عليم: صيغة مبالغة من: عالم؛ أي: كثير العلم بكلّ أحوال خلقه وكونه، عليم بما يستحق كلّ إنسان من ثواب وعقاب. وعليم بمن هاجر ومن جاهد في سبيله، وعليم بنياتهم وأحوالهم، ومن مات ومن قتل.

﴿حَلِيمٌ﴾: لأنّه لا يعجل له العقوبة أو العذاب لعباده؛ لعلهم يتوبون إليه ويستغفرونه فيغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عن سيئاته. وحليم بمن لم يهاجر ويجاهد في سبيله.

<<  <  ج: ص:  >  >>