البقرة، المحسنين: جمع محسن، وهو الّذي يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فالله يراه، والذي تعدّى إحسانه إلى غيره ولم يقتصر على نفسه. ولمعرفة معنى الإحسان ارجع إلى الآية (١١٢) من سورة البقرة.
لنقارن الآيتين السّابقتين (٣٦ - ٣٧):
في الآية (٣٦): قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
في الآية (٣٧): قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾.
المناسبة: بعد أن ذكر الّذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام كما حدث في الحديبية، وذكر المشاعر والمناسك والحج، يأذن الله في الآيات التالية بقتال الكفار الّذين يصدون النّاس عن الحج، والدفاع عن المقدسات والضعفاء.
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: إنّ: للتوكيد، يدافع: صيغة مبالغة من: يدفع، قد تكون مرة واحدة وينتهي الأمر، أمّا (يدافع) تعني باستمرار وتكرار، يدافع عن الّذين آمنوا بقوة واستمرار، سواء في معركة أو إذا أصابهم ظلم وقهر