للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما صراط العزيز الحميد: جاء في سورة إبراهيم آية (١)، وسورة سبأ آية (٦)، هذه الآيات جاءت في سياق الدّنيا فذكر فيها العزيز الحميد.

سورة الحج [٢٢: ٢٥]

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾:

هذه الآية تتحدث عن نوع آخر من الكفر، وهو منع النّاس من الدّخول في الإسلام ودخول المسجد الحرام كما حدث في صلح الحديبية مثلاً.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: إن: للتوكيد. كفروا: في صيغة الماضي؛ لأنّ الكفر وقع منهم فعلاً كفروا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

﴿وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ ويصدّون جاءت بصيغة المضارع والقياس أن نقول: كفروا وصدّوا عن سبيل الله؛ لأنّ الصّد الّذي يقومون به ناتج عن الكفر، وما يزال صدّهم مستمراً ومتجدداً؛ لأنّ كفرهم مستمرٌّ وثابتٌ، والصدّ: هو المنع بقصد ونيّة. ارجع إلى سورة النّساء آية (٦١) للبيان.

ولا بدّ من معرفة الفرق بين البيت الحرام والمسجد الحرام والكعبة والبلد الحرام والمشعر الحرام، الكعبة: هي المركز وهي البناء المكعب الّذي يتوسط الحرم، وهي البيت العتيق، والمسجد الحرام: هو المسجد المحيط بها من كلّ الجهات.

﴿الَّذِى جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ﴾: قبلة لصلاتهم ومنسكاً ومعبداً يصلون فيه ويطوفون حوله. للنّاس: اللام لام الاختصاص؛ أي: للمسلمين.

﴿سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾: سواء النّوعان متساويان: العاكف والباد (اسم فاعل) في إقامة المناسك والحرمة، سواء العاكف فيه: يعني: المقيم فيه والملازم له، وعكف على الشّيء: واظب عليه ولازمه، والباد: القادم من خارج مكة، القادم من أيّ مكان في الأرض.

﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾: ومن: شرطية، ومن يرد من: الإرادة؛ أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>