للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيها: تدل على أنّهم لم يخرجوا خارجها أصلاً، ولم يقل أعيدوا إليها؛ أي: يضربون بالمقامع وهم في داخل النّار.

﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾: يقال لهم: ذوقوا عذاب الحريق: النّار المحرقة، وكلمة ذوقوا: تدل أنّ العذاب شامل كلّ الجسم. وفي الآية (٢٠) من سورة السّجدة يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾، وإذا قارنّا آية الحج مع آية السّجدة: نجد أنّ تفاصيل العذاب في سورة الحج أعظم وأشد من تفاصيل العذاب في سورة السّجدة لأنّ سورة السّجدة تتحدث عن الّذين فسقوا؛ أي: خرجوا عن طاعة الله أو دين الله تعالى، وأمّا آية الحج تتحدث عن الّذين كفروا، والكافر أشد من الفاسق، ولذلك اختلفت درجة العذاب فهؤلاء قطّعت لهم ثياب من نار يُصبّ من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد، وأمّا الّذين فسقوا: لا يصبّ من فوق رؤوسهم الحميم ولا يصهر ما في بطونهم والجلود، ولم يذكر لهم مقامع من حديد.

سورة الحج [٢٢: ٢٣]

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾:

في الآيات السّابقة (٩ - ٢٢) رأينا ما سيحل بالّذين كفروا، أمّا بالنّسبة للذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهؤلاء يدخلهم الله تعالى جنات: جمع: جنة، جنات الفردوس أو عدن أو المأوى أو النّعيم أو دار السّلام. ارجع إلى الآية (١٤) من نفس السورة.

﴿تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾: أي: تنبع من تحتها الأنهار.

﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا﴾: يحلون؛ أي: يلبسون

<<  <  ج: ص:  >  >>