للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾: إنّ للتوكيد، يفعل ما يريد؛ الإرادة نوعان: إرادة إلزام مثل إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، النوع الثاني: إرادة غير ملزمة مثل هو يريد من عباده أن يعبدوه فمنهم من يعبده ومنهم من يكفر؛ فهذه إرادة غير ملزمة، أما المشيئة فهي مُلزمة.

كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ المشيئة تقتضي الوجوب؛ لأنّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ارجع إلى سورة إبراهيم آية (٢٧) لمزيد من البيان. وارجع إلى الآية (٢٣) من نفس السورة لمزيد من البيان.

سورة الحج [٢٢: ١٥]

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾:

يخبر الله سبحانه أنّه ناصرٌ رسوله في الدّنيا والآخرة، والكلام موجَّه إلى الكفار الحَسَدة لرسول الله ومن كان يظن أن الله لن ينصر رسوله وينصر دينه.

﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ﴾: من شرطية تفيد المبادرة مع التأكيد، ومن تعني: من الكفرةوالحسدة. يظن: الظن يعني: يتصور أو يعتقد، أن: للتوكيد، لن: للنفي. والظن: هو الاحتمال الراجح. أن: للتوكيد. لن: تنفي القريب والبعيد.

﴿يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ﴾: اللام لام الأمر، لن ينصر الله رسوله بكل أنواع النّصر بالقوة والغلبة والحجة والبرهان.

﴿بِسَبَبٍ﴾: السبب في اللغة: هو الحبل؛ بحبل؛ أي: يشدد حبلاً. ارجع إلى سورة الكهف آية (٨٤) للبيان المفصل في معنى السبب.

﴿إِلَى السَّمَاءِ﴾: إلى سقف بيته، وتعريف السّماء: هي كلّ ما علاك.

﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ﴾: ثمّ للترتيب الذّكري، واللام للتوكيد، ثمّ ليختنق به، وأصله

<<  <  ج: ص:  >  >>