للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة طه [٢٠: ١٢٥]

﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا﴾:

﴿قَالَ﴾: تعود على: من أعرض عن ذكري.

﴿لِمَ﴾: ما: اسم استفهام فيه معنى الإنكار والتّعجب.

﴿حَشَرْتَنِى أَعْمَى﴾: يوم الحشر يوم الحساب، أعمى البصر، كما قال ابن عباس؛ أي: لا يرى أمامه، والبصيرة كما قال مجاهد: ليس له حجة يقدمها؛ كقوله تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: ٩٧]. والعمى في القرآن قد يعني: فقدان البصر، كما في قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى﴾ [عبس: ١ - ٢]، وقد تعني: عمى البصيرة كما في قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى﴾ [الرعد: ١٩]، والعمه في القرآن يعني: عمى البصيرة، والتردد في الأمر والحيرة، ويوم القيامة مواطن متعددة في موطن بصره حديد كقوله: ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: ٢٢]، ومواطن يكونوا فيه مبلسين.

﴿وَقَدْ﴾: قد: حرف تحقيق يفيد التّوكيد.

﴿كُنْتُ بَصِيرًا﴾: كنت في الدّنيا بصيراً مبصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>