للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اجتناب الشرك بكل أنواعه، والشّرك الخفي خاصة، والعصمة لا تمنع أن يدعو الإنسان ربه بدوام ما هو عليه حاله أن نعبد الأصنام.

﴿أَنْ﴾: حرف مصدري يفيد التّعليل، والتّوكيد.

الفرق بين الصّنم، والوثن: وردت كلمة الأصنام في خمس آيات، ووردت كلمة الوثن في ثلاث آيات. ارجع إلى سورة العنكبوت، آية (١٧)؛ لتعريف الصّنم، والفرق بين الوثن والصّنم.

سورة إبراهيم [١٤: ٣٦]

﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾:

﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ﴾: إنهن: للتوكيد، وهن: ضمير يعود على الأصنام.

﴿أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾: والسّؤال: وهل تضل هذه الأصنام أحداً؛ لأنّها جمادات لا تبصر ولا تسمع ولا تتكلم، ولا تنفع ولا تضر؟

الجواب: بما أنّ الأصنام لا تنفع ولا تضر، ولكن القائمين عليها يدعون ويضلون النّاس أنّ لها ألوهية؛ فهم السّبب، أضللن كثيراً؛ لأنّ النّاس ضلوا بسببهن؛ فكأنهن أضللنهم، أو كأنها أضلّتهم.

﴿فَمَنْ﴾: الفاء: عاطفة لربط السّبب بالمسبب؛ من: شرطية.

﴿تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى﴾: تبعني؛ أي: في الاعتقاد، والدّين، والملة؛ فإنّه مني؛ أي: على سنتي أو ملتي.

﴿وَمَنْ عَصَانِى﴾: أي: من لم يتبعني؛ فإنّه ليس مني، ويعني: أنّه عصى إبراهيم .

<<  <  ج: ص:  >  >>