نجد أوّلاً: اختلاف في كتابة نعمت بالتّاء المفتوحة في آية إبراهيم، وبالتّاء المربوطة في آية النّحل.
والفرق بينهما: أنّ نعمت؛ تعني: الدّين، والإيمان، والهداية خاصة بالمؤمنين، أو نِعَم لا يمكن إحصائها كثيرة.
أما نِعمة: تتحدث عن نعم الله الظّاهرة للعيان، أو نعم عامة للبشر، أو وكذلك تشير إلى خط المصحف هو توقيفي لم يناله أي تغيير ولا تبديل، ولا تحريف منذ أنزله الله على نبيه محمّد ﷺ.
أمّا اختلاف نهاية الآيتين يعود في سورة إبراهيم؛ لأنّها تتحدث عن صفات الإنسان؛ فقال: إنّ الإنسان لظلوم كفار، ويمكن القول إنّ الإنسان لظلوم كفار؛ لعدم شكر الله المنعم، ولعدم إحصاء نعم الله؛ لكثرتها.
أمّا سورة النّحل: تتحدث عن صفات الله سبحانه، ونِعَمُه، وإنّ الله لغفور رحيم؛ أي: سيغفر لكم عدم إحصاءكم لنِعمه، وعدم شكرها، وكأن آية النحل متممة لآية إبراهيم؛ فإن كنت ظلوماً، كفاراً؛ فاعلم أن الله سبحانه غفوراً رحيماً؛ فقابل صفتين من صفات الإنسان: الظلم والكفر، بصفتين من صفات الرحمن: الغفور والرحيم.
ولو عاملنا الله بعدله: يصبح الإنسان ظلوم كفار، ولكن يعاملنا سبحانه بفضله، ويغفر لنا؛ لأنّه هو الغفور الرّحيم، وانتبه إلى الفرق بين نِعمه بكسر النّون، ونَعمه بفتح النّون. ارجع إلى الآية (٢٧) من سورة الدّخان، والآية (١١) من سورة المزمل.