﴿تُحْصُوهَا﴾: الإحصاء: هو العد والجمع والحفظ؛ لأنّها تنطوي على نعم كثيرة جداً؛ فلا أحد يستطيع أن يعد نعم الله في الكون، أو على خلقه، أو عليه نفسه؛ فمثلاً: نعمة الصحة والعافية تشمل نعمة العقل، الدماغ، والقلب، والصدر، والمعدة، والكبد، والعين، والأذن، والجلد، والأسنان … وغيرها من الكثير.
﴿الْإِنسَانَ﴾: مشتقة من الإنس، وهو الألفة، والمحبة الّتي يمتاز بها الإنسان عن غيره.
﴿لَظَلُومٌ﴾: اللام: للتوكيد؛ ظلوم صيغة مبالغة؛ أي: كثير الظّلم لنفسه أو لغيره، وظلوم لا يشكر المنعم، أو هو مستمر على ظلمه بشكل متكرر، وظلوم أشد من ظلام.
﴿كَفَّارٌ﴾: صيغة مبالغة شديد الكفر، أو كثير الكفر لنعم الله؛ يجحدها بشكل متكرر ومتجدد ولم يقل ظلوم كفور؛ يعني: دائم الكفر وأشد من كفار، وينسى أن يشكر المنعم؛ مشتقة من الكفر ومعناه: السّتر، أو يشكر غير الله سبحانه؛ أي: يشرك بالله؛ فهو يأكل من نعم الله سبحانه ويشكر غيره.
وإذا قارنا هذه الآية من سورة إبراهيم: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾.
مع الآية (١٨) من سورة النّحل: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.