للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمتقي اسم فاعل، من اتقى. والتقوى: هي طاعة أوامر الله وتجنب نواهيه الّتي تقي من النار. ومن سخطه وغضبه.

وكما هو هدى للمتقين، هو هدى للناس، وللمسلمين، وللمؤمنين، وللمحسنين، فهو هدى للجميع، والكل بحاجة إلى هذا، كما قال تعالى في سورة البقرة آية ١٨٥: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ﴾، وفي سورة النحل آية ١٠٢: ﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾.

وفي سورة النمل الآية (٢): ﴿هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

وفي سورة لقمان الآية (٣): ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ﴾.

وهل المتقون بحاجة إلى هداية؟

الجواب: نعم. كي يرتقوا لدرجة الإحسان، ومن بعدها لدرجة إسلام الوجه، كقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النّساء: ١٢٥]، ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ [مريم: ٧٦].

﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾: أي: ما جاء به، من أحكام، وتعاليم، وأوامر، ونواهٍ، وقصص، ومواعظ وأمثلة، ووعد، ووعيد، وحلال، وحرام كلها هدى للمتقين، ولهؤلاء المتقين ست صفات:

سورة البقرة [٢: ٣]

﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾:

الصفة الأولى؛ الإيمان بالغيب.

﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>