للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا تُنْظِرُونِ﴾: الفاء: للمباشرة، والتعقيب؛ أيْ: من دون انتظار؛ أيْ: كيدون الآن.

﴿تُنْظِرُونِ﴾: تمهلون.

انظر إلى المقارنة مع آية هود.

ولنقارن هذه الآية (١٩٥) من سورة الأعراف: ﴿قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾.

مع قوله في الآية (٥٥) من سورة هود: ﴿مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾.

آية الأعراف: جاء في سياق تحدِّي رسول الله لمشركي قريش، والفاء في كلمة: ﴿فَلَا تُنْظِرُونِ﴾: تدل على المباشرة؛ أيْ: كيدون الآن، ولا تنظرون، و ﴿كِيدُونِ﴾ من دون ياء: تدل على قصر التحدِّي، وأنه تحدٍّ عاديٍّ.

آية هود: جاءت في سياق تحدِّي هود لقومه، و ﴿ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾: تدل على التراخي في الزمن؛ أيْ: كيدوني متى تشاؤون في المستقبل، و ﴿فَكِيدُونِى﴾ بالياء: تدل على شدة التحدِّي، وكونه أطول في الزمن، فليس ضرورياً أن يكون تحدِّياً قصيرَ الأمد.

ففي آية الأعراف: التحدِّي مباشرة، وتحدٍّ عاديٍّ قصير.

أما في آية هود: فالتحدِّي شديد، وبالغ، وتحدٍّ طويل الأمد ليس بقصير.

<<  <  ج: ص:  >  >>