للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: تعبدون من غير الله، أو تدعوهم؛ أيْ: تطلبوا منهم العون والنصرة.

﴿عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ﴾: كيف تجعلون الأصنام عباداً أمثالكم، أو تشبهونها بكم؛ فهذا استهزاء بكم، وسخرية بكم، أو كيف تعبدونهم وتسمونهم آلهةً.

وتسميتهم عباداً أمثالكم: هو استهزاء بكم، وتقريع، وتوبيخ لكم.

وما دمتم اتخذتموهم آلهة هيَّا ادعوهم بأيِّ دعاء، أو طلب، وانظروا هل يستجيبون لكم.

﴿إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾: إن: شرطية؛ تفيد الشك أن تكونوا صادقين، أو إن كنتم صادقين في عبادتكم لها، أو دعائكم لها، أو تعني: إنكم كاذبون.

سورة الأعراف [٧: ١٩٥]

﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ﴾:

هذه تتمة للآية السابقة.

﴿أَلَهُمْ﴾: الهمزة: همزة استفهام إنكاري وتعجبي؛ أيْ: هل هذه الأصنام التي صنعتموها بأرجل، وأيدٍ، وأعين، وآذان؛ هل يمشون بهذه الأرجل التي صنعتموها، أم هل يبطشون بهذه الأيدي، أم هل يبصرون بهذه الأعين أيَّ شيء، أم هل يسمعون بهذه الآذان أيَّ دعاء، كلا، بل هي أعضاء معطَّلة لا حياة فيها، ولا حركة، ولا حسَّ.

ثم تحداهم، ولا داعيَ أصلاً للتحدِّي، ولكن ليقيم عليهم الحُجَّة، ويطلعهم على غباوة أمرهم، وأنه لا يخاف هذه الأصنام.

﴿ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ﴾: أيْ: نادوا آلهتكم، وأصنامكم، ثم بعد ذلك ﴿كِيدُونِ﴾: أي: أَجْمِعُوا أمرَكم، وتعاونوا على إلحاق الضررَ بي إن استطعتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>