للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلان، ودعا عند قبره بأن يرزقهما الولد؛ فظنَّا أن الولي، أو الشيخ هو السبب فتعالى الله عما يشركون.

٣ - يجب الانتباه أن هذه الآية لا تتعلَّق بآدم وحواء، كما جاء في بعض كتب التفسير؛ فآدم وحواء لم يشركا بربهما، ولم يذكر اسم آدم أو زوجته في الآية أبداً.

﴿جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا﴾: والذي جعل له شركاء فيما آتاهما هما الزوجان الكافران، أو المشركان بالله تعالى؛ لكونهما أبدلا شكرَ الله على الولد المعافى (صالحاً) بالكفر والجحود.

﴿فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾: ترفع، وتقدس الله عما يشركون به من الأولياء، والأصنام، والمخلوقات.

سورة الأعراف [٧: ١٩١]

﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾:

﴿أَيُشْرِكُونَ﴾: الهمزة: همزة استفهام تعجبي، وإنكاري، أيشركون في عبادةِ الله الأصنام، أو غيرها من الأشياء التي لا تخلق أي شيء مهما كان، وهي نفسها مخلوقة، فكيف يحق لها أن تكون آلهة تعبد، وهي عاجزة عن خلق أيِّ شيء.

﴿مَا﴾: اسم موصول، وتستعمل للمفرد، والجمع، ولا النافية.

﴿وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾: هم ضمير فصل لا يطلق إلا على العاقل؛ أي: العقلاء، فكيف أطلق ضمير العاقل على الأصنام التي لا تعقل؟ أطلقها على الأصنام بناء على اعتقاد الذين يعبدونها أنها تنفع وتضر.

فالأصنام، والذين يعبدونها الكلُّ عجزة.

وإضافةً إلى عجزهم عن خلق أيِّ شيء هم لا يستطيعون لهم نصراً، وهذا عجز آخر، ولا أنفسهم ينصرون عجز ثالث؛ كما ورد في الآية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>