﴿آتَاهُمَا صَالِحًا﴾: حصل المطلوب، ولكن النتيجة كانت بالعكس، فلم يحصل منهما الشكر الذي وعدا الله به، بل جعلا له شركاء، فيما أتاهما؛ أيْ: هذا الولد الذي آتاهما الله سبحانه؛ كان صالحاً، معافىً، صحيح الجسم، فكيف جعلا له؛ أيْ: لله -جل وعلا- شركاء، فيما أتاهما؟ هناك عدَّة تفاسير:
١ - أن هذه الآية نزلت في قصي، وهو جد من أجداد الرسول ﷺ؛ فقد طلب، أو دعا قصي هو وزوجته من الله أن يعطيه ذرية صالحة، فلما أعطاهما الذرية الصالحة سمَّاها بأسماء الآلهة؛ مثل: عبد مناف، عبد العُزى، وجعل لله شركاء في التسمية، والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
٢ - أو أن هذه الآية تعود إلى ذرية آدم حين تصبح الزوجة عاقراً، أو عقيمة غير قادرة على الإنجاب، ثم يشاء الله تعالى أن تحمل بالولد، ويظن أو يعتقد الأب والأم أن الولد الصالح الذي رُزِقا به كان بسبب أنهما ذهبا إلى قبر الولي