﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا﴾: ولم يقل: اللهم ربي، ولم يستعمل ياء النداء؛ يا ربنا؛ للدلالة عن شعوره بقربه من الله، بل قال: اللهم ربنا؛ أيْ: راح يصحِّح ما قاله الحواريون؛ إذ قالوا: هل يستطيع ربك، فقد دعا بالألوهية، والربوبية معاً، بقوله: اللهم ربنا؛ أي: جمع بين الإلوهية والربوبية استعطافاً لله ليجيب دعاءهم.
وهذا يدل على كمال الإيمان في قلب عيسى ﵇، مقارنة بإيمان هؤلاء الحواريين الناقص.
﴿تَكُونُ لَنَا عِيدًا﴾: أيْ: يكون اليوم الذي أنزلت فيه المائدة عيداً لنا نعظمه، نحن ومن بعدنا، وقيل: نزلت يوم الأحد، ثم اتخذه النصارى عيداً؛ أيْ: مجمعاً لهم؛ كيوم الجمعة بالنسبة للمسلمين، وكلمة العيد؛ أي: الذي يعود ويتكرر.
﴿لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾: أيْ: أولنا من جاء أولاً، وآخرنا لمن جاء بعدنا.
﴿وَآيَةً مِنْكَ﴾: معجزة منك؛ دالة على عظمتك وقدرتك.
﴿وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾: استعمل عيسى ﵇ بدلاً من الطعام الرزق؛ لأن الرزق كلمة عامة، تشمل: الطعام، والشراب، والمال، والعلم، والأخلاق، وكلُّ شيء، ينتفع به هو رزق.