﴿وَسُلَيْمَانَ﴾: ارجع إلى الآيات (٣٤ - ٣٥) من سورة (ص)، والآيات (١٥ - ٤٤) من سورة النمل.
﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾: الزبور: بفتح الزاي؛ يعني: الكتاب الذي أنزل على داود. وجمع الزبور: الزُّبر: بضم الزاي، إذن: الزَّبور كتاباً، والزُّبر: الكتب، والزَّبور: يمتاز بالحمد والثناء على الله سبحانه، وليس فيه أحكام، إنما أمثال وحكم (جمع حكمة)، والزَّبور: مشتقة من زبر البئر؛ أيْ: أصلحها بحيث لا ينهال التراب من أطرافها فتطمر، ويكون ذلك بالبنيان بالحجارة، وغيرها.
وزَبْرا: قد يعني العقل، وكما يسيطر العقل على أفعال الفرد، والحجارة على تراب البئر، وكما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الْأَوَّلِينَ﴾ [الشعراء: ١٩٦]، وقوله تعالى: ﴿جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ [آل عمران: ١٨٤].
﴿وَرُسُلًا﴾: جمع رسول، والرسل تشمل الرسل والأنبياء، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، وهناك فرق بين الرسول والنبي؛ فقد ذكر رسول الله ﷺ في حديث صحيح رواه الإمام أحمد في «مسنده»: أن عدَّة الأنبياء مئة وأربعة وعشرون ألف نبي، وعدَّة الرسل: ثلاثمئة وبضعة عشر رسولاً (٣١٤).
والتعريف العام، أو المختار: أن الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي: هو المبعوث لتقرير شرع من قبله، والكل مأمورون بالتبليغ ....
﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق، وتوكيد، وتقريب؛ أيْ: قصصناهم عليك منذ زمن قريب.