الاحتمال الثاني: قالوا: بعد موت عيسى ﵇ الموتة الحقيقية؛ أيْ: بعد نزوله قبل الساعة، فكل نصراني في ذلك الزمن سيؤمن ويصدق بعيسى ﵇: أنه رسول الله، وعبده، وليس ثالث ثلاثة، أو إله، أو ابن إله.
الاحتمال الثالث: بعد نزول عيسى ﵇، وكسره الصليب، والحكم بالإسلام؛ عندها كل واحد من أهل الكتاب عند موته يشهد أن محمداً حق، والإسلام حق، ويؤمن بمحمد ﷺ، ويشهد أن عيسى هو رسول، وعبد، وليس إلهاً، أو ابن إله، أو ثالث ثلاثة.
أنه بلغ رسالات ربه، ويشهد على الذين ادّعوا له بالألوهية وكفرهم، وعلى الذين كذّبوه من اليهود وغيرهم، ودين الإسلام هو الدِّين الحق، وتميل الأدلة وأقوال المفسرين إلى القول: ما من أحد من أهل الكتاب الموجودين عند نزول عيسى ﵇ في آخر الزمان؛ إلا ليؤمنن بأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وقبل موته، الهاء: تعود هنا إلى كل كتابي؛ أيْ: قبل أن يموت إلّا ليؤمن بأن عيسى رسول، وعبد، وليس إلهاً، أو ابن إله.
وقد تحمل الآية معنى الإيمان بمحمد ﷺ؛ لأن عيسى ﵇ سوف يكسر الصليب أمام أهل الكتاب، ويدين بالإسلام، ويصلي وراء أحد المسلمين.