خصوماً، وهو في هذه الرسالة لا يواجه خصماً وإنما يرد على استفسار لجماعة من المؤمنين بجهة من جهات العالم الإسلامي المترامي الأطراف» (١).
قلت: ولاشك أن الأشعري، قد قرر هنا أن القرآن كلام الله غير مخلوق، كما رد محقق رسالة أهل الثغر على هذا بقوله:«إن الأشعري قد قرر في هذه الرسالة أن القرآن كلام الله غير مخلوق»، ويظهر ذلك في قول الأشعري في الإجماع السادس «وأجمعوا على أن أمره ـ عز وجل ـ وقوله غير محدث ولا مخلوق، وقد دل الله على صحة ذلك بقوله تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}. [الأعراف آية ٥٤]. ففرق الله بين خلقه وأمره، وقال تعال: - {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس: الآية ٨٢]». إلى غير ذلك مما ذكره الأشعري في هذه الرسالة مستدلاً به على أن القرآن كلام الله غير مخلوق (٢).
قلت: وأمَّا أنه يقول بأن كلام الله قديم فليس واضحاً ولا صريحاً أمَّا في الإبانة فلا شك أنه قد نفى الكلام القديم ببيانه أن موسى ـ عليه السلام ـ كلم ربه ـ عز وجل ـ وذكر بأن التكليم هو بالمشافهة، وهذا
(١) انظر الإبانة ص ٧١ بتحقيق فوقية. (٢) انظر رسالة إلى أهل الثغر ص ١٠٧ انظر نص الكلام في نفس الرسالة ص ٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٣.