وفي رواية: أن الأتان مرت بين يدي بعض الصف الأوّل (٢) .
فهذا ابن عباس والفضل يمرّان على حمار أنثى، بين يدي الصف الأول، فلم يردهما أحد من الصحابة، ولم ترد الأتان أيضاً، ثم لم ينكر أحد عليهم ذلك، ولا النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فإن قال قائل: من الممكن أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم بذلك!! فيقال له: إن لم رآهما النبي
- صلى الله عليه وسلم - بجانبه، فقد رآهما من خلفه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هل ترون قبلتي ها هنا، فوالله لا يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري)) (٣) .
قال ابن عبد البر:((حديث ابن عباس هذا، يخص حديث أبي سعيد: ((إذا كان أحدكم يصلّي فلا يدع أحداً يمر بين يديه)) فإن ذلك مخصوص بالإمام والمنفرد. فأما المأموم فلا يضرّه مَنْ مرّ بين يديه، لحديث ابن عباس هذا، قال: وهذا كله لا خلاف فيه بين العلماء)) (٤) .
ومنه تعلم: أنّ صلاة الجماعة صلاة واحدة بالعدد، لا أنها صلوات بعدد مَنْ
(١) ١ (أخرجه مسلم في ((صحيحه)) : رقم (٥٠٤) . (٢) ٢ (أخرجه البخاري في ((الصحيحه)) : رقم (١٨٥٧) . (٣) ١ (أخرجه البخاري في ((الصحيحه)) : رقم (٤١٨) و (٤٧١) . والكلام السابق من ((أحكام السترة)) : (ص ٢٢) . (٤) ٢ (فتح الباري: (١/٥٧٢) .