قال النووي:((قال العلماء: سبب امتناعهم من بيت فيه صورة، كونها معصيةً فاحشة، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى، وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى)) (٢) .
ثانياً: امتناع الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن دخول الكعبة، حتى محيت كل صورة فيها.
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح، وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة، فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى محيت كلّ صورةٍ فيها (٣) .
ثالثاً: فعل الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ فقد كانوا يصلّون في الكنيسة عند عدم وجود الصور.
قال عمر بن الخطاب: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور (٤) .
وكان ابن عباس يصلّي في البيعة إلا بيعة فيها تماثيل (٥) .
والمراد بالصور هنا هو صورة الأرواح.
(١) ٤ (أخرجه مسلم في ((صحيحه)) : (١٤/٨٥) - مع شرح النووي) . (٢) ٥ (شرح النووي على صحيح مسلم: (١٤/٨٤) . (٣) ٦ (أخرجه أبو داود في ((سننه)) : (٤١٥٦) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) : ((٧/٢٦٨) . وللحديث شواهد كثيرة، انظر: ((مجمع الزوائد)) : (٥/١٧٢-١٧٤) . (٤) ٧ (أخرجه البخاري في ((صحيحه)) : (١ /٥٣١- مع الفتح) تعليقا بصيغة الجزم. ووصله عبد الرزاق في ((المصنف)) : رقم (١٦١١) والبخاري في ((الأدب المفرد)) : ر قم (١٢٤٨) (٥) ٨ (أخرجه البخاري في ((صحيحه)) : (١/ ٥٣١ - مع الفتح) تعليقاً بصيغة الجزم. ووصله عبد الرزاق في ((المصنف) : رقم (١٦٠٨) والبغوي في ((الجعديات)) وفي ((جمعه لحديث عبيد الله العيشي)) كما في ((تغليق التغليق)) : (٢/٢٣٣) و ((الفتح)) : (١/٥٣٢) و ((عمدة القاري)) : (٤/٤) .